هل مساواة المرأة بالرجل حقيقة أم ترهات

أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم،

فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأكملهم قوة وشجاعة، وأصدقهم حديثاً، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة، ويكفيه شهادة ربه عز وجل له بقوله:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4).

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، …

[ قراءة كاملة ]

[ حَدِيثُ الْمَلَكَيْنِ اللّذَيْنِ شَقّا بَطْنَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ]
قَالَتْ فَرَجَعْنَا بِهِ فَوَاَللّهِ إنّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا ( بِهِ ) بِأَشْهُرِ مَعَ أَخِيهِ لَفِي بَهْمٍ لَنَا خَلْفَ بُيُوتِنَا ، إذْ أَتَانَا أَخُوهُ يَشْتَدّ ، فَقَالَ لِي وَلِأَبِيهِ ذَاكَ أَخِي الْقُرَشِيّ قَدْ أَخَذَهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ فَأَضْجَعَاهُ فَشَقّا بَطْنَهُ فَهُمَا يَسُوطَانِهِ .
قَالَتْ فَخَرَجْت أَنَا وَأَبُوهُ نَحْوَهُ فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا مُنْتَقَعَا …

[ قراءة كاملة ]

ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق قال ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل .
قال ابن إسحاق : وحدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة . قال
ولدت أنا ورسول الله ــ صلى الله عليه وسلم - عام الفيل فنحن لدتان .
…

[ قراءة كاملة ]

الحلقة الأولى

السيرة النبوية لابن هشام
الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله أجمعين

هل مساواة المرأة بالرجل حقيقة أم ترهات ؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن سنته إلى يوم الدين .
أما بعد :

إن الله خلق الخلق وهو أدرى بما خلق ولله الأمر من قبل ومن بعد ، فقد قال الله تعالى في محكم تنزيله ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) . النساء (34)
فالقوامة لم تأت من عبث وحاشا لله العبث ، فالتكوين البيولوجي في خلق الرجل يختلف تماماً عن خلق المرأة في أمور كثيرة منها القدرة والقوة واختلافها بين الرجل والمرأة ظاهر للعيان ، والرجل معروف عنه أنه يعمل دائماً بمنطق العقل بينما المرأة تعمل على العاطفة وشتان بين الأمرين إذ أن كل منهما ميسر لما خلق له ، عدا عن ذلك الإختلاف البيولوجي في التكوين من حيث الجنس وهذا مما يستدعينا الوقوف عنده قبل أن نطلق أحكامنا في تساوي الرجل والمرأة في أمور كثيرة ، وهذا ليس من باب عدم إحقاق الحق فلكل من الجنسين سواء الرجل والمرأة حق وعليه واجبات تتفاوت حيناً وتتساوى حيناً آخر وهذا كله ضمن إطار القبول بحكم الله على عباده ؛ فالقوامة لم يحصلها الرجل من تلقاء نفسه إنما ألقيت على عاتقه وهذا من مكرمات الله للمرأة حيث جعل الرجل سنداً لها وعضداً وألقى على عاتقه تبعات الحياة بحلوها ومرها ولا تسأل المرأة في ذلك بشيء .
المرأة وحاجتها الدائمة للعضد والسند مما يدلل ذلك على أنها لن تقدر على قيادة المجتمع بمفردها ؛ قال تعالى :
( قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ) . النمل (32) .
ففي هذه الآية الكريمة يتبين لنا ومن على لسان امرأة عاقلة راشدة وبيدها زمام الأمر إلا أنها لم تتكبر ولم تخف حقيقة الأمر ، إذ أنها كانت دآئمة اللجوء إلى أخذ المشورة من الرجال وذلك في قولها الذي سطره الله لنا آية تتلى إلى قيام الساعة لأخذ العبر والعظات ( ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون ) .

سؤال يطرح نفسه
لماذا أرسل الله الرسل والأنبياء من الذكور ولم نعلم في خبر من كتاب أو سنة أنه أرسل رسلا أو أنبياء من الإناث ؟؟؟
( وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) . البقرة (35)

وفي هذه الآية يخاطب الله جل وعلا آدم عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة وأتم التسليم منذ أن خلق البشرية ولم يخاطب زوجه وهذا أمر فيه نظر لمن أراد ، يدلل الله عزوجل فيه ضمناً من خلال توجيه الخطاب لآدم على أن القوامة للرجل لم تأت من عبث ، ولحكمة أرادها الله ، تظهر لكل من أراد أن يذكر أو أراد شكوراً .

وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أدناه يبين لنا كيف أن المرأة لا تقوى على إدارة شؤون الدولة وهذا مما هو مشاهد ضمناً لكون أن المرأة تعمل على الجانب العاطفي أكثر بكثير مما تعمل على الجانب العقلي وذلك على عكس الرجل الذي يغلب الجانب العقلي على الجانب العاطفي وهذا من صلب التكوين الإلهي لكلا الجنسين وهذا خارج عن إرادة الطرفين وليس لهما فيهما أدنى تفصيل ، إنما يسيران شاءا أو أبا وفق التكوين الإلهي ولذلك اقتضى الدستور الإلهي وضع القوامة عند الرجل لحكمة أرادها شاء الرجل أو أبى .

حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ
لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ قَالَ لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ : ( لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً ) .
ولكن مما يندى له الجبين ، وتحت عنوان حرية المرأة ، نجد من أهل جلدتنا من يدع بدعوة الغرب الذي يعمل على تقويض الرابط الأسري في مجتمعاتنا ، من خلال العمل على تجذير فكرة ( تحرير المرأة ) هذا العنوان الفضفاض الذي يحمل بين حناياه السم في الدسم .
ولو أننا وقفنا وقفة تأمل لوجدنا أن المرأة في الإسلام هي مناط الحياة بحذافيرها دون إفراط وتفريط ، دون إفراط في حقوقهن ، و دون تفريط في واجباتهن مما يؤدي إلى سلامة المجتمع بكل كيانه ، وهي عبارة عن ركن أساسي من أركان المجتمع الذي لا يمكن التخلي عنه ، وهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه في ديننا الحنيف حيث أن المرأة نصف المجتمع ، وها هو رسولنا الأكرم يقول في المرأة ما لم يقله الغرب رغم حضارته التي يصول بها ويجول محاولاً بذلك فرض هذه الحضارة المزيفة التي جعلت من المرأة سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة المتجدد الذي عمل الإسلام على تقويضه عبر مكاتبة العبيد وفك قيدهم من ربقة العبودية ؛ الحديث : ( و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) .
و حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنِي هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ قَالَ
كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَادٍ حَسَنُ الصَّوْتِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( رُوَيْدًا يَا أَنْجَشَةُ لَا تَكْسِرْ الْقَوَارِيرَ ) ، يَعْنِي ضَعَفَةَ النِّسَاءِ
والرسول صلوات ربي وسلامه عليه عندما يتكلم بكلام ما لا يتكلمه لمجرد الكلام فكلامه كما عبر عنه رب العزة ( وما ينطق عن الهوى ) أي لا ينطق لمجرد هوى في نفسه فكلامه مضبوط بضوابط الشرع .
أنظر الحديث
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي زَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : ( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ، فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) ، قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ قُلْنَ بَلَى قَالَ فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) ، قُلْنَ بَلَى قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) .
مما يعني ذلك أن المرأة لا يمكن أن تتساوى مع الرجل لا في الخلق والتكوين ولا في القوة البدنية والعقلية ولا حتى على صعيد العبادة وهذا من إكرام الله جل جلاله لها إذ أعفاها من بعض العبادات في أوقات مخصوصة على عكس الرجل الذي لا يعفى من العبادات حتى ولو في أحلك الظروف ، وهذا ما هو إلا تدبير الخالق جل في علاه لا شأن لمخلوق فيه وهذا من حكمته في تدبير شأن خلقه ، قال تعالى : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) وأيضاً لا يعني ذلك التفاوت الظاهر بين الرجل والمرأة يعطي الرجل الحق في التعالي على المرأة ، إنما على العكس تماماً فكل ميسر لما خلق له وهم بذلك يكملون بعضهم البعض رغم التفاوت الظاهر للعيان .

يونس المعربوني
28 / 10 / 2010