منـــتــــدى ثـــقـــــــــــافــــي عـــــــــام
أخي الزائر / أختي الزائرة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلا وسهلا بكم في منتدى

almaarabouni.ahlamontada.com

إضغط على التسجيل وكن من المساهمين بالمشاركات القيمة وقم بإبداء رأيك واقتراحاتك .


الإدارة

منـــتــــدى ثـــقـــــــــــافــــي عـــــــــام
أخي الزائر / أختي الزائرة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلا وسهلا بكم في منتدى

almaarabouni.ahlamontada.com

إضغط على التسجيل وكن من المساهمين بالمشاركات القيمة وقم بإبداء رأيك واقتراحاتك .


الإدارة

منـــتــــدى ثـــقـــــــــــافــــي عـــــــــام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي عام يرحب بكل الزوار ، نضع فيه مواضيع ثقافية شاملة على مذهب اهل السنه والجماعه ، الهدف توصيل الفكر الإسلامي الأصيل ، والقيم العالية وفق ما تقتضيه تعاليم الشرع الإسلامي الحنيف ، والله على كل شيء رقيب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
الى الإخوة الكرام زوار المنتدى يسرنا تسجيلكم في هذا المنتدى ، ومشاركتنا بكتاباتكم وأفكاركم القيمة لنزيده ثراء وغنى
السلام عليكم ورحمة الله .... نتقدم إليكم بهذا المنتدى الإسلامي العام .... كما تتشرف الادارة بالزوار الكرام على التسجيل بالمنتدى والمشاركه لنشر المواضيع الاسلاميه .... فكلمتك تدفعك الى الوصول .... شكرا لكم .

المواضيع الأخيرة
» ملامح من مسيرة حياة
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالخميس نوفمبر 13, 2014 12:08 pm من طرف يونس المعربوني

» قيثارة الليل
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين مارس 03, 2014 10:43 am من طرف يونس المعربوني

» كلماتي درر منثورة
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين مارس 03, 2014 10:27 am من طرف يونس المعربوني

»  بني صهيون هذي أرضي
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين مارس 03, 2014 10:21 am من طرف يونس المعربوني

» الشيء بالشيء يذكر
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين مارس 03, 2014 10:13 am من طرف يونس المعربوني

» إفتح نافذة الأمل ....
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين مارس 03, 2014 10:01 am من طرف يونس المعربوني

» عش حياتك أطرد الملل
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين مارس 03, 2014 9:47 am من طرف يونس المعربوني

» همس الرحيل
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين مارس 03, 2014 9:38 am من طرف يونس المعربوني

» يا شام العزة يا مهد الفخار
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين مارس 03, 2014 9:28 am من طرف يونس المعربوني

salem 66.ahlamontada.com

 

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
التبادل الاعلاني
من صفات النبي صلي الله عليه وسلم
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 24, 2012 3:29 am من طرف السيد صالح أبو النجا
أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم،

فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأكملهم قوة وشجاعة، وأصدقهم حديثاً، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة، ويكفيه شهادة ربه عز وجل له بقوله:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4).

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، …


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
حادثة شق الصدر
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالسبت فبراير 19, 2011 5:19 am من طرف يونس المعربوني
[ حَدِيثُ الْمَلَكَيْنِ اللّذَيْنِ شَقّا بَطْنَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ]
قَالَتْ فَرَجَعْنَا بِهِ فَوَاَللّهِ إنّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا ( بِهِ ) بِأَشْهُرِ مَعَ أَخِيهِ لَفِي بَهْمٍ لَنَا خَلْفَ بُيُوتِنَا ، إذْ أَتَانَا أَخُوهُ يَشْتَدّ ، فَقَالَ لِي وَلِأَبِيهِ ذَاكَ أَخِي الْقُرَشِيّ قَدْ أَخَذَهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ فَأَضْجَعَاهُ فَشَقّا بَطْنَهُ فَهُمَا يَسُوطَانِهِ .
قَالَتْ فَخَرَجْت أَنَا وَأَبُوهُ نَحْوَهُ فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا مُنْتَقَعَا …


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالأحد نوفمبر 28, 2010 5:47 am من طرف يونس المعربوني
ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق قال ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل .
قال ابن إسحاق : وحدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة . قال
ولدت أنا ورسول الله ــ صلى الله عليه وسلم - عام الفيل فنحن لدتان .


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0
النسب الشريف
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالجمعة يوليو 09, 2010 12:33 am من طرف يونس المعربوني
الحلقة الأولى

السيرة النبوية لابن هشام
الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله أجمعين

[ ذكر سرد النسب الزكي ]
من محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى آدم عليه السلام قال أبو محمد عبد الملك بن هشام ( النحوي ) : هذا كتاب سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، واسم عبد المطلب : شيبة بن هاشم واسم هاشم عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف المغيرة بن قصي ، ( واسم قصي : زيد ) بن …


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0

 

 الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
يونس المعربوني
وسام التميز الإداري
وسام التميز الإداري
يونس المعربوني


عدد المساهمات : 116
تاريخ التسجيل : 17/01/2008

الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Empty
مُساهمةموضوع: الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين   الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين Icon_minitimeالإثنين أبريل 19, 2010 9:27 am



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن اقتفى أثره واهتدى بهديه واستنن سنته إلى يوم الدين .
أما بعد أخي الحبيب لما كان القرآن الكريم يشدد كل التشديد على كمال التوحيد من أول سورة فيه ، فكان هذا ملفتاً للنظر ، حيث بدأ الله عزوجل في سورة الفاتحة بهاتين الكلمتين العظيمتي الشأن حيث أن محور التوحيد بهما ، فقال تعالى : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) والأجدر بكل مسلم عرف معنى إسلامه أن يقف طويلاً عند هاتين الكلمتين اللتين قطعتا الطريق على أي بشري مسلماً كان أو غير مسلم ، في أي تفكير قد يقع فيه مما لا يليق بجلاله وعظمته وانتهاءً بقوله سبحانه تعالى ــ ( قل أعوذ برب الناس ملك الناس ) ــ وعدم رفع أي مخلوق من بني البشر مهما علت مرتبته وسما شأنه إلى مرتبة الألوهية سواءً كان هذا بالعبادة الفعلية أو القولية ، وهذا ما دفعني إلى كتابة هذه السطور التي أسأل الله تعالى أن ينفع بها المسلمين ، وتوضيحاً لهذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي هي عبارة عن نصوص قطعية الدلالة ، لا يجوز معها الإجتهاد ، نزولاً على القاعدة الفقهية التي تقول (( لا اجتهاد مع النص )) ؛ بعد أن عم أمر دعاء غير الله في زماننا هذا بشيءٍ ملفت للنظر مما يستوجب وضع النقاط على الحروف ولتبيين الحق من الباطل مستنداً بذلك إلى آياتِ القرآن الكريم وتوضيحها ودرء الشبهات من حولها ونبذ أدلة المخالفين الواهية بتفسيرها تفسيراً على غير هدى ووضع بعض الأحاديث الشريفة أخي الحبيب بين يديك ليسهل عليك الأمر واعتمدت بذلك على الأحاديث الصحيحة وبينت لك أخي الحبيب بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لا يؤخذ بها في مجال العقيدة والتوحيد .






يونس المعربوني
في 3 / 10 / 2004م
الموافق 19 شعبان 1425 هـ





هذه بعض الآيات والأحاديث التي تحثنا على دعاء الله ونبذ ما سواه من آلهة مدعاة حرصاً منه جل في علاه حتى نكون بذلك مسلمين مؤمنين حقاً مراقبين لكل أفعالنا وأقوالنا علنا نكون من الفائزين بجناته يوم الدين .
1ـ قال تعالى في معرض الحديث عن المؤمنين ؛ ناقلاً قولهم الذي سطره في القرآن آية تتلى إلى يوم القيامة : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .
هذه هي الكلية الإعتقادية التي تنشأ عن الكليات السابقة في السورة، بعد أن علم الإنسان المسلم أن الله تعالى هو( الرحمن الرحيم) فكان جديراً به أن يتمثل تمام الإخلاص والعبودية لله تعالى فيصبح بذلك من أهل ( إياك نعبد ) ، وبعد أن علم الإنسان أن الله تعالى هو ( مالك يوم الدين ) فكان جديراً به أن يتمثل تمام الإنصياع والإنقياد له جل في علاه فيصبح بذلك من أهل ( وإياك نستعين ) .
( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ) . وإذا ما نظرنا في نسيج الآية لوجدنا أنها قد تضمنت ثلاثة أفعال ، كلمة (آمنوا ) وهي فعل ماضٍ والفاعل ضمير المخاطب تقديره أنتم بمعنى ، يا أيها الذين قمتم بفعل الإيمان ، وكلمة ( اتقوا ) وهي فعل أمر بمعنى احذروا من أن تقعوا في معاصي الله ونواهيه ، وكلمة ( ابتغوا ) وهي أيضاً فعل أمر بمعنى أطلبوا الوسيلة التي تقربكم إلى الله حتى تفلحوا في أخراكم ، وكلمة الوسيلة وهي القرب ، والقرب لا يكون إلا بطاعة مشروعة كما سيأتي معنا.
جامع البيان في تفسير القرآن للطبري.. أي تقربوا إليه بطاعاته والعمل بما يرضيه ، قال قتادةعن سعيد قوله : ( وابتغوا إليه ) .

وفي رواية عن ابن عباس ( ابتغوا إليه الوسيلة ) أي ابتغوا إليه الحاجة. والبشر حين يشعرون بحاجتهم إلى الله وحين يطلبون عنده حاجتهم يكونون في الوضع الصحيح للعبودية أمام الربوبية ويكونون بهذا ـ في أصلح أوضاعهم وأقربها إلى الفلاح .
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه موضحاً لنا أن الوسيلة تكون بالطاعة والعبادة، فقال : ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به .…… إلخ )
فهل بعد هذا التفنيد يقول قائل أن الوسيلة تكون بدعاء أشخاص ليقربونا إلى الله زلفى حيث أننا لسنا على قدر حتى يستجاب لنا، مع العلم أن الله تعالى قد دعانا في آية أخرى أن نطلب منه لا من سواه .
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) .

لاحظ أخي الحبيب إلى نسيج الآية ( فإني قريب ) بمعنى أن الإنسان ولو كان على معصية ولكن عند احتياجه لله فالله قريب منه فليس بحاجة لأن يكون بينه وبين الله واسطة لقوله تعالى ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون ) . النمل / 62
أما قوله تعالى : ( أجيب دعوة الداع إذا دعان ) ، فهو عرض منه سبحانه وتعالى والإجابة مشروطة بطلب الدعاء منه جل جلاله وهي بمثابة تفويت للفرصة وقطع للطريق على كل مدع بأننا لسنا على قدرٍ لأن يستجاب لنا فيما لو دعوناه .

أما قوله : ( فليستجيبوا لي ) ، أي بطلب الدعاء مني ، قال مجاهد ( فليستجيبوا لي ) ، أي فليطيعوا لي ، قال الإستجابة الطاعة ، عن أبي رجاء الخراساني قال ( فليستجيبوا لي ) فليدعوني . جامع البيان في تفسير القرآن للطبري .

وأما قوله : ( وليؤمنوا بي ) ، أي بمعنى ليؤمنوا أني أنا الذي استجيب لهم الدعاء لا غيري ، فإنه يعني وليصدقوا أي ( وليؤمنوا بي ) إذا هم استجابوا لي بالطاعة أني لهم من وراء طاعتهم في الثواب عليها ، عن أبي رجاء الخراساني قوله ( وليؤمنوا بي ) ، يقول أني أستجيب لهم ؛ أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجه من الطبري حديث ميمون ــ بإسناده عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله تعالى ليستحي أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيراً فيردهما خائبين ) .
4 - ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى )
أ ـ ففي هذه الآية دعوة من الله جل في علاه لنا لكي ندعوه بأسمائه الحسنى ، وإذا ما قال الله فعلى البشرية الإلتزام بما قال وإلا كان الشقاء والهلاك خاصة أنه في أمر يمس صلب عقيدة الأمة اتجاه ربها وصفاته وما يجوز بحقه وما لا يجوز ، إذ أنه لا يجوز بحال من الأحوال أن يدعو الإنسان ربه بإسم ليس من أسمائه أو بصفة ليست من صفاته عدا عن أن يدعو الإنسان مخلوقاً مثله يتقرب به إلى ربه
( والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )
ب - وقد أورد الله تعالى قول الذين دعوا وعبدوا غير الله في هذه الآية في معرض الذم ، لأن الله تعالى قد ابتدأ كلامه في كتابه الكريم من سورة الزمربقوله : ( ألا لله الدين الخالص ) ، إذ كيف يكون الدين لله خالصاً مع عبادة غيره !!!
وختم الآية جل في علاه بقوله : ( إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون ) . الزمر /3
وقد جاءت نهاية الآية في معرض التهديد والوعيد لمن ضل عن طريق التوحيد .
ومما يدل على عدم جواز دعاء الله والطلب منه إلا به ، أي بأسمائه وصفاته ، قول أبوحنيفة ، وقال القدوري وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن جعفر بن حمدان الفقيه في كتابه الكبير في الفقه المسمى بشرح االكرخي في ( باب الكراهة ) ، قال : بشر بن الوليد حدثنا أبو يوسف قال، قال أبو حنيفة : لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به ، وأكره أن يقول بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام ، قال القدوري المسألة بخلقه لا تجوز لأنه لاحق للخلق على الخالق فلا تجوز وفاقاً .
5 ـ ( قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) الأعراف / 128
لقد نقل الله عزوجل لنا عبر كتابه العزيز مقولة سيدنا موسى عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة وأتم التسليم ، حيث قال : ( استعينوا بالله واصبروا ) ، يقول صاحب الظلال في معرض تفسيره لهذا المقطع من الآية إنها رؤية النبي لحقيقة الألوهية
وإشراقها في قلبه، ولحقيقة الواقع الكوني والقوى التي تعمل فيه، ولحقيقة السنة الإلهية وما يرجوه الصابرون منه .
إنه ليس لأصحاب الدعوة إلى رب العالمين ( إلا ملاذ واحد وهو الملاذ الحصين الأمين ، وإلا ولي واحد وهو الولي القوي المتين ). في ظلال القرآن .
وهذا الأمر كان ديدن جميع الأنبياء والمرسلين ، حيث أنهم جميعاً وجهوا أقوامهم إلى الإستعانة بالله جل وعلا وطلب العون منه دون غيره وهذا ما فعله رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما وجه إبن عباس رضي الله عنه وكان ما زال في مقتبل العمر فإذا به يزرع فيه أسس العقيدة والتوحيد الخالص عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ) فقال : ( يا غلام إني أعلمك كلمات إحفظ الله يحفظك إحفظ تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك
بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف )
. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .)
والتوسل أو طلب العون والمدد هو على وجهين ، وجه منكر مرفوض باطل لا أساس له في الشرع ، ووجه شرعي مطلوب منا أن نقوم به بتوجيه من الله تعالى من خلال الآيات الكريمة التي ومن خلال أحاديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه التي سأوردها لك أخي الحبيب ، وهي تبين لنا التوسل المشروع وهي على ثلاثة أنواع ، فالنوع الأول وقد مر معنا شرحه سابقا وهو التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا .
التوسل إلى الله بعمل صالح وكذلك والتوسل إلى الله بدعاء الرجل الصالح وهذان أمران شرعيان ورد بهما نصوص شرعية في السنة النبوية الشريفة ..
ب ـ فالتوسل إلى الله بالعمل الصالح ورد به حديث شريف مطول عن ثلاثة رهط آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة فسدت عليهم الغار ، فكان أن دعا كل واحد منهم بصالح عمل قام به فيما سبق ، فأفرج الله عنهم بدعائهم هذا ، يراجع الحديث لطوله ، صحيح البخاري كتاب الإجارة .
وإذا ما عدنا إلى الحديث ودققنا في ألفاظه لوجدنا أن هؤلاء الثلاثة إنما دعوا الله بأمر فيه الخوف منه جل جلاله والرجاء في أن يستجيب لهم جل جلاله ،وهذا ما ورد على ألسنتهم حيث كانت مقولة كل واحد منهم ، ( اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزءٍ من حديث ٍ فيما يرويه عن ربه : ( وما تقرب إليَ عبدي بشيءٍ أحب إلي َ مما افترضته عليه ) ، بمعنى اللهم إن كنت فعلت ذلك الأمر تقرباً إليك وخوفاً من عقابك وطمعاً في رحمتك فافرج عنا ما نحن فيه وهذا كمال العبودية في التذلل لله في الدعاء .
والتوسل إلى الله جل في علاه بدعاء رجل صالح هو أيضاً أمر جائز لما ورد في نصوص السنة ما يؤيد ذلك .
1ـ فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما استأذنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العمرة ، وهذا الفعل من النبي صلى الله عليه وسلم تواضعاً منه وللإقتداء به ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي وقال : ( لا تنسنا يا أخي من دعائك ) ، فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا ، وفي رواية ( أشركنا يا أخي في دعائك ) ، رواه أبو والترمذي وقال حديث حسن صحيح .
2 ـ فعل الصحابة في الإستسقاء أنهم كانوا يقدمون من يرون فيه الصلاح فيصلي فيهم ويدعو الله لهم فيسقون وهذه الحالات
الثلاث هي ضمن دائرة التوسل بـ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) ، ولم ترو لنا كتب السنة غير هذه الحالات على الإطلاق .
أما بالنسبة للتوسل بذوات الأنبياء والمرسلين والرجال الصالحين لم يرد أي نص لا من قرآن ولا من سنة بذلك بل على العكس فقد ورد ما ينهانا عن فعل ذلك .
وإليك أخي الحبيب النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في التحذير والنهي عن التوسل بغير الله تعالى من المخلوقين وهي على الإجمال نصوص فيها التهكم في من فعل ذلك وتصوير حاله يوم القيامة يوم الحسرة والندامة كيف يكون يوم لا ينفع الندم وهي بذلك أيضاً تبين حال المدعو في التملص والهروب والبراءة ممن دعاه ، وهي كالتالي :
يصف الله تعالى في كتابه العزيز حال الذي يدعو من دون الله بالضلال تارةً وبالغباء تارةً أخرى
أ ـ ( له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ) . الرعد / 14
إنه تصوير حقيقي واقعي لغباء الذي يدعو غير الله ممثلاً بغباء الذي يضع كفيه على الماء ليصل إلى فمه ، حيث أن كلا الشخصين قد ضلا الوسيلة التي توصلهم إلى الهدف المنشود .
عن أبي نجيح عن مجاهد قوله : (( كباسط كفيه إلى الماء )) ، يدعو الماء بلسانه ويشير إليه بيده ولا يأتيه أبداً . جامع البيان في تفسير القرآن للطبري .
وفي آية أخرى يشبه الله الداعي والمدعو من حيث الضعف بالإنسان الذي يملك القوة النسبية في مقابل من هو أضعف منه خاصة إذا كان الأضعف عبارة عن حشرة كالذباب إذ كيف يكون في آن واحد يمتلك القوة وفي الآن نفسه هو أضعف ممن هو أضعف منه !!!..
ب ـ ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب ) . الحج /73
ومع ذلك يتغابى هذا الداعي إلى درجة يفقد معها تركيزه وتحليله للأمور ويدعو ويعبد من هو أضعف منه مثاله مثال الذي يسلبه الذباب شيئاً فلا يستنقذه منه .
قيل أن الذباب إذا وقع على شيء حول مادته إلى شيء آخر ويعجز الإنسان حيال ذلك في أن يعيد ما حوله الذباب إلى حالته الأولى ، فمن هنا كان قوله تعالى : ( ضعف الطالب والمطلوب ) والطالب هو بمثابة الإنسان الداعي غير الله والمطلوب المضروب به المثل هو الذباب وهو بمثابة الآلهة المدعاة المدعوة من دون الله ، وفي كلا الحالين يوجد ضعيف ومن هو أضعف منه حيث أن الإنسان في الحالين ضعيف ، وكذلك الآلهة المدعاة والذباب وكلاهما أضعف .
والآلهة المدعاة المدعوة من دون الله في زماننا هذا كثيرة العدد كثيرة النوع ، فقد يكون المدعو من دون الله تارة صنم ، وتارة نظام ، وتارة منهج وفكر ، وتارة رجال كما فعل قوم نوح عليه السلام ، أن عبدوا أصناماً لرجال كانوا فيما مضى رجالاً صالحين غالوا فيهم فوقعوا في عبادتهم .
قال السدي : الطالب أي العابد والمطلوب أي الصنم / تفسير إبن كثير
وفي آية أخرى يصور لنا الله جل جلاله وتقدست أسماؤه ، الخطأ القاتل للذين يلجئون إلى غير الله في الدعاء والعبادة فقال :
ج ـ ( مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ) . العنكبوت / 41
إنه تصوير عجيب صادق لحقيقة القوى في هذا الوجود التي يغفل عنها الناس أحياناً ، فيسوء تقديرهم لجميع القيم ويفسد تصورهم لجميع الإرتباطات ، وتختل في أيديهم جميع الموازين ، ولا يعرفون إلى أين يتوجهون ، ماذا يأخذون وماذا يدعون ؟
ويعقب الله جل جلاله على هذه الآية بآيةٍ أخرى فيقول : ( وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) . العنكبوت/43
وآية أخرى كذلك يبين الله فيها حال المدعو مع الداعي وتسفيه إعتقاد الداعي وعدم استجابة المدعو وكفره باعتقاد ما كان يعتقد به الداعي يوم القيامة حيث أن المدعو غائب عن السمع بالنسبة للداعي ولا يعترف له بشركه الذي أشركه به
د ـ ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير) . فاطر/ 14
ومن الصور التي يعرضها لنا الله جل في علاه براءة المدعو من الداعي يوم القيامة وتخاصمهم أمام الله جل جلاله وحكم الله فيما بينهم والتمني على الله من الداعي أن يكون له كرة فيتبرأ من المدعو كما تبرأ المدعو منه كيما ينجو من عذاب الله .
قال تعالى : ( إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) . البقرة / 166/ 167
إنها صورة جديدة ناطقة تعبر عن نفسها بنفسها يضعها الله أمام أنظارنا من خلال الأسلوب القرآني الفريد في عرض المشاهد كي ما نعتبر ونتقي ونأخذ الحيطة والحذر حتى لا نقع فريسة الواقع المر في وقت لا ينفع فيه الندم، والله جل في علاه عندما يصور لنا الأمور عن اليوم الآخر وما فيه من نعيم للمتقين ، يقع في مخيلتنا وكأننا في عالم الشهود ، وكذلك أيضاً عندما يصور لنا اليوم الآخر وما فيه من شقاء وعذاب للذين كفروا النعمة وكانوا عن الطريق السوي منحرفين ، يقع في روعنا وكأنه عالم منظور مشهود، فلنبادر إلى سفينة النجاة ولنحكمها بالإتباع ولنعد العدة بالأعمال ، فالحياة نحياها لمرة واحدة فقط وبجرد الموت ننتقل إلى حياة لا عودة بعدها إلى الوراء ، يقول تعالى : ( حتى إذا جاء أحدهم قال ربي ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) . المؤمنون/99/100
هـ ـ ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) الكهف/
وتعقيباً على الآية قوله تعالى في سورة الكهف الآية
ويعقب الله تعالى علي هذه الآية بالآية التي تليها مبيناً لنا أن هؤلاء الناس كانوا من الذين يعملون الصالحات ولكنهم أضلوا الطريق ، فعبر عن ذلك بقوله جل جلاله : ( فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً ) الكهف / 105
إن عدم فهم الدين على حقيقته وعدم دراسة كتاب الله دراسة متأنية وتمحيص الآيات ومدلولاتها حتماً يصل بالإنسان إلى الغلو فيمن يحب ، مما يوقعه فيما لا تحمد عقباه .
ز ـ ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين ءامنوا أشد حباً لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعاً وأن الله شديد العذاب ) . البقرة /165
إن معاندة بعض الناس في دفع الحق وإحلال الباطل في محله يكاد يكون معاندة مستميتة في سبيل أفكار موروثة لا تمت إلى الحقيقة بصلة إلا أنهم رأوا آباءهم يفعلون ذلك فيفضلوا أن يضلوا عن طريق الحق في سبيل عدم تسفيه آبائهم .
ح ـ ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أولو كان ءاباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون) البقرة/170
إنها دعوة من الله جل جلاله يحث بها رسوله صلوات الله وسلامه عليه لكي يحرك فينا العقل والفكر فيأتي البيان مدوياً يستصرخ ما بقي فينا من ذرة وعي عسى أن نهب للإجابة ، فقال جل في علاه :
ط ـ (قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ) . الأنعام/ 71
ودعوة أخرى منه جل جلاله يحث بها رسوله صلوات الله وسلامه عليه أن ينهانا بها عن أن ندعو ونعبد من دون الله من أحد بادئاً بنفسه صلى الله عليه وسلم راجياً أن نقتدي به ، فقال عزوجل : ( قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله ) ، ثم كان الإعلان لعدم اتباع أهواء هؤلاء القوم فقال جل جلاله : ( قل لا أتبع أهواءكم ) ، ثم يعطي النتيجة الحتمية لمن تبع هؤلاء القوم على ضلالتهم وعدم اهتدائهم سواء السبيل ، فقال جل جلاله ( قد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين ) . الأنعام /56

شـــــــبهات يجب إزالتها
الشــــــبهة الأولــــى
( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما ) . النساء/64
بعض مدعي التصوف وسالكي الطرق يتخذون من هذه الآية دليلاً لهم على جواز التوسل بالأموات سواءً كانوا أنبياءً أو رجالاً صالحين ، حجتهم في ذلك قولهم ما ذنبنا أننا لسنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يحق لنا التوسل به ، كما كان يأتي إليه بعض مرتكبي المعاصي ليستغفر لهم فيغفر الله لهم بدعائه صلى الله عليه وسلم ـ ففهموا من كلمة ( المجيء ) في الآية أن الباب مفتوح على مصراعيه للدخول من خلاله كما يحلو لهم دون الرجوع إلى أقوال العلماء في تفسير الآية ، ولكن على العكس المجيء في هذه
الآية يفهم في زماننا هذا بشكل واضح ومغاير لفهم هؤلاء الأشخاص خاصة إذا علمنا أن النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة لا يمكن لها أن تكون متناقضة ، إذ أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نفهم أن هذه الآية دليل صريح على جواز التوسل بالأنبياء والصالحين ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لإبن عباس في إحدى توجيهاته له : ( إ ذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله....إلخ ) الحديث بطوله / الترمذي
أما المجيء في هذه الآية كما يفهم على وجهه الصحيح هو كالتالي :
1ـ أن يكون الإنسان ملتزماً بشرع الله تعالى مبتعداً عن معاصيه مؤتمراً بأوامره مقتضياً بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
2ـ أن يكون الإنسان عاصياً لله ، فإذا ما تاب إلى الله تاب الله عليه فغفر له فأصبح بذلك ممن نالوا الحظوة ويكون بذلك ممن جاءوا إليه صلوات الله وسلامه عليه مما يؤهله لنيل الشفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكون ذلك هو ( المجيء ) نحو شرعه وتعاليمه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( قال تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما لن تضلوا ، كتاب الله وسنة نبيه ) ، لأنه صلى الله عليه وسلم وإن مات فتعاليمه باقية وهي بمثابة وجوده بيننا
الشــــبهة الثــــــانية
رواية السقيا للعباس في عهد عمر رضي الله عنهما
عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، كان إذا قحطوا إستسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال : ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، قال فيسقون ).
وهذه الرواية في الإستسقاء قد اتخذوا منها دليلاً لهم على جواز التوسل بالأموات ، رغم أن الذي وقعوا فيه ما هو إلا ( كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) . النور/39
فإذا ما فندنا هذه الرواية لوصلنا إلى الأمور التالية :
قول عمر رضي الله عنه ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا )
1ـ فـ كلمة كنا جاءت بضمير الماضي وحتى لا يعتقد البعض أنها بمعنى ( كنا ولا زلنا ) ، نعلم من خلال قوله هذا أنهم قد تركوا التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد موته لفقههم وفهمهم للأمور كما هي :
2ـ لو كانوا يرون جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لما عدلوا إلى من دونه مرتبة
3ـ التوسل في هذه الرواية هو من التوسل المشروع الذي ذكرناه سابقاً ، إذ هو توسل بدعاء رجل صالح وهذا ما كانوا يفعلونه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ كانوا يطلبون منه أن يدعو الله لهم فيسقيهم فإذا ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طلبوا ذلك من العباس رضي الله عنه ، لأنهم فهموا أن التوسل بالأموات غير جائز
4ـ تركوا التوسل به صلى الله عليه وسلم عن بعد ، بأن يطلبوا منه عونا ومدداً في حال حياته وبعد موته لأنهم علموا أنه ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) ، فمن باب أولى أن يتركوا التوسل به صلى الله عليه وسلم ما دام الحلف بغير الله كفر وشرك .
5ـ تركوا التوسل به صلى الله عليه وسلم ، لأنهم علموا ( أن الدعاء هو العبادة )
فالعبادة ليست مجرد الصلاة والصيام وباقي أركان الإسلام ؛ إنما الطاعة لغير الله في معصية هي من العبادة المنهي عنها لقوله : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق:
الشــــــبهة الثالثــــــة
حديث ( لما اقترف آدم الخطيئة قال رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال وكيف عرفت محمد ولم أخلقه ؟ ، قال : رب لما خلقتني بيدك ونفخت فيَ من روحك رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى إسمك إلا أحب الخلق إليك ) ، فقال : ( يا آدم غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ) !!!
من هذه الرواية الباطلة المخالفة لأساس العقيدة التي هي عماد الأمر وذروة سنامه تراهم يتخذون منها دليلاً لهم على جواز التوسل بالأموات ، ومن المعروف أن في العقيدة لا يجوز الاستدلال بالأحاديث الضعيفة فمن باب أولى أن لا يستدل بأحاديث باطلة .
وتعقيباً على الجزء الأخير من هذا الحديث الموضوع ، ( ولولا محمد ما خلقتك ) ، وتناقض هذه الرواية مع قوله تعالى : ( فتلقى ءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) .
وكأنه يفهم من هذا المقطع الباطل أصلا ، إن الله تعالى يفتقر في ( الخلق ) إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولولاه لما خلق الخلق ، والعياذ بالله أولاً وآخراً ، إذ أن الله جل جلاله خلق الخلق لحكمة أرادها ، بين لنا في كتابه العزيز فقال : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
ومن خلال هذه الآية يتضح لكل طالبي الحق تعارض هذا المقطع من هذا الحديث الباطل جملة وتفصيلاً مع قوله تعالى وإذا ما تعارض نصين فيما بينهما يرجح قول الله على سائر الأقوال .
فبعد أن اتضح بطلان هذا الحديث وكل ما ورد فيه من مغالاة في غير محلها هل بقي حجة لمدع في ذلك ؟ !!!
الشـــــــبهة الرابــــــعة
حديث الضرير الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو الله له في أن يشفيه مما هو فيه .
أخرج أحمد وغيره بسند صحيح عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، ( فقال أدع الله أن يعافيني ) قال :( إن شئت دعوت لك، وإن شئت أخرت ذاك فهو خير لك) ، وفي رواية ( وإن شئت صبرت فهو خير لك ) ؛
فقال : ( أدعه ) ، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ، فيصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء ، ( اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه ، فتقضى لي ، اللهم (فشفعه فيّ ) ، ( وشفعني فيه ) ، قال : ففعل الرجل ، فبرأ فيه .
فإذا ما عدنا إلى نص الحديث وفندنا ألفاظه لتبين لنا وجه الحق جلياً
1ـ مجيء الضرير إليه صلى الله عليه وسلم ليدعو الله له وهذا من التوسل بدعاء الرجل الصالح وهذا أمر جائز لا غبار عليه .
2ـ طلب الرسول صلى الله عليه وسلم إليه في أن يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين ليشغل الرجل بعمل صالح يقربه به إلى ربه مع دعائه له صلى الله عليه وسلم .
3ـ إن مما علم النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى أن يقوله و ( شفعني فيه ) ، أي يا رب إقبل دعائي في أن تقبل شفاعته في .
ولهذا نرى أن الذين يستدلون ، بهذا الحديث على جواز التوسل بذوات الأنبياء والصالحين يسقطون من الحديث هذه الكلمة ،
( وشفعني فيه ) ، خيانة منهم للعلم لأنها الرد الفصل في إبطال إدعاءاتهم .
روى الطبراني أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ، فقال : النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله جل جلاله )
إقرأ وتفكر فليس بعد هذا الحديث البين الواضح في النهي ـ عن التوسل بذوات الأنبياء والمرسلين والرجال الصالحين قول يقال !!!!....

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الركن الركين في التوسل ضمن إطار إياك نعبد وإياك نستعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منـــتــــدى ثـــقـــــــــــافــــي عـــــــــام :: إسلاميات :: عقيدة وتوحيد-
انتقل الى: