لبنان بين مطرقة التكفيريين وسندان العلمانيين

أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم،

فكان أرجح الناس عقلاً، وأكثرهم أدباً، وأوفرهم حلماً، وأكملهم قوة وشجاعة، وأصدقهم حديثاً، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة، ويكفيه شهادة ربه عز وجل له بقوله:{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم:4).

وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، …

[ قراءة كاملة ]

[ حَدِيثُ الْمَلَكَيْنِ اللّذَيْنِ شَقّا بَطْنَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ]
قَالَتْ فَرَجَعْنَا بِهِ فَوَاَللّهِ إنّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا ( بِهِ ) بِأَشْهُرِ مَعَ أَخِيهِ لَفِي بَهْمٍ لَنَا خَلْفَ بُيُوتِنَا ، إذْ أَتَانَا أَخُوهُ يَشْتَدّ ، فَقَالَ لِي وَلِأَبِيهِ ذَاكَ أَخِي الْقُرَشِيّ قَدْ أَخَذَهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ فَأَضْجَعَاهُ فَشَقّا بَطْنَهُ فَهُمَا يَسُوطَانِهِ .
قَالَتْ فَخَرَجْت أَنَا وَأَبُوهُ نَحْوَهُ فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا مُنْتَقَعَا …

[ قراءة كاملة ]

ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق قال ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل .
قال ابن إسحاق : وحدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة . قال
ولدت أنا ورسول الله ــ صلى الله عليه وسلم - عام الفيل فنحن لدتان .
…

[ قراءة كاملة ]

الحلقة الأولى

السيرة النبوية لابن هشام
الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله أجمعين

لبنان بين مطرقة التكفيرين وسندان العلمانيين

لبنان تلك البقعة اجغرافية الضيقة بمساحتها ، الواسعة في تنوع أطياف ساكينيها من حيث الإنتساب إلى مذاهب وطوائف عدة بالإضافة إلى كم هائل من الأفكار الحزبية العلمانية منها والدينية ، ما يجعل من هذا التنوع عبارة عن لوحة موزاييك قد تتلاقى وتفترق في أحيان ، وتتوازى وتتقاطع في أحيان أخرى ، هذا بالإضافة إلى تلاقي بعض أطراف هذا الطيف أو ذاك مع ما تمليه الإرادات الخارجية عليهم مما يجعلهم مرتهنين سواء بقصد أو بغير قصد إلى هذا الخارج وعلى حساب مصلحة البلد على المستوى البعيد لا على سبيل المصلحة الذاتية والآنية مما يعكس لك غيظاً في قلوب الطرف الآخر المرتهن أيضاً هو بدوره لطرف خارجي لا يقل خبثاً عن غيره من الأطراف الخارجية التي تعمل وفق مصالحها الذاتية لا لسواد عيون هذا الطرف الداخلي أو ذاك ، وبين هذا وذاك نجد أنفسنا كمسلمين مطالبين أكثر من أي وقت مضى نستقرأ الواقع الذي تدور رحاه حولنا كي نعي ما يحصل من حراك لجهة عدم الوقوع في الذلل الذي ستكون عواقبه وخيمة وسنكون بذلك مسؤولون عنه أمام الله الذي لا بد من الوقوف أمامه والمساءلة عن كل ما قدمنا وما أخرنا وما أسرفنا فيه من أمرنا .
ولذلك لا بد أن نعي تماماً لما يجري حولنا وذلك عبر الإهتداء بكتاب الله وسنة رسوله التي لا يأتيهما الباطل .
فلبنان هذا البلد الذي لا يكاد يظهر على الخارطة العالمية كبقعة جغرافية ، تراه يحتل قيمة عند من يرسمون السياسة العالمية للمنطقة برمتها ، وذلك للتنوع الطائفي القائم في تركيبة البلد والحالة الديمقراطية التي يتغنى بها أهله ، ومن هنا تأتي الطامة الكبرى التي تعصف بالبلد بين الفينة والأخرى ، هذا إذا ما علمنا أن الأطياف الطائفية وأصحاب الرؤى السياسية على مختلف مذاهبهم ومشاربهم إلا من رحم ربي ، أصحاب أهواء ومصالح ذاتية يزينون ويغلفون هذه الأهواء والمصالح الآنية بأغلفة التنوع الثقافي والحرية والديمقراطية ، التي سمحت تحت هذه العناوين لقوى الإستعمار أن تتلاعب بالبلد ومن فيه من خلال هذه الشرذمة أو تلك ، وذلك عبر عناوين براقة تجتذب إليها السذج من المواطنين ، بالإضافة إلى كثير ممن أجّروا عقولهم من السياسيين ، وذلك أن لبنان هذا البلد الصغير الذي انسلخ كغيره من البلاد العربية عن الخلافة الإسلامية وذلك عبر استنهاض أصحاب النزعة القومية لكثير من القواعد الشعبية إذاك في مواجهة آخر حصن للمسلمين ( الخلافة الإسلامية ) وتأليب الشعوب عليها تحت حجة إثبات الذات العربية في مواجهة ما سموه زوراً وبهتاناً ( تتريك ) وطمس المسمى الحقيقي كي لا تستثير الشعور الإسلامي الكامن في صدور الشعوب التي أخذت على حين غرة وذلك عبر تنصيب ــ من ينتسب إلى آل البيت زوراً وبهتاناً ــ مرجعاً للشعوب العربية في مناهضة التتريك حسب زعمهم ، وبذلك قضوا على آخر حصن للمسلمين بأيادي إسلامية مظهراً ، ومنذ تلك الفترة والمؤامرات تتوالى وتتبدل الأدوار وتتغير الوجوه وتتزيين المسميات وكل ذلك لطمس الحقائق التي يدفع ثمنها أهل البلد من جميع الطوائف من أصحاب الأصوات التي لا تُسمع ، ولحساب المرتهنين للخارج وذلك أن صناديد السياسة من العلمانيين المأجورين الذين لا يرعون في الناس إلاً ولا ذمة تراهم يخوضون في أعراض الناس غير آبهين بمن حولهم ، خاصة بعد أن أدركوا أن كثيراً من الناس قد أصابهم خبل في عقولهم ، وقد تمرسوا واعتادوا عيش الذل والهوان وتشربوه حتى أصبح شيئاً من ذاتهم ، في حين أننا نجد في الطرف الآخر من الذين نصبوا أنفسهم قضاة على العباد واستخفافاً لعقول الناس أيضاً، ضاربين بذلك عرض الحائط بنصوص القرآن والسنة وإجماع علماء الأمة من خلال فهمهم الخاطيء الناتج عن الجهل المركب وعدم الأخذ بقواعد فقه الموازنات ودفع ما يجب دفعه على حساب المصالح التي يرونها ضمن إطار التفكير الضيق ، مما حدا بهم إلى تفتيت عناصر الأمة التي نحتاجها أكثر من أي وقت مضى ، وهم بذلك يقدمون خدمة جليلة لمصلحة أعداء الأمة ، وإذا ما نظرنا وبتجرد وبدون تأثير على ذواتنا الفطرية من هنا أو هناك لوصلنا إلى نتيجة لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان ، أن كل ما يجري من حولنا من مكر علماني وجهل وحقد تكفيري ما هو إلا على حساب الوسطية من جميع الطوائف في هذا البلد العزيز .

يونس المعربوني
كتب من فترة طويلة